اللاعب الهادئ الذي بنا مملكة دون أصدقاء

في البداية جلست عند طاولة اللعبة ولم أعرف ما أراهن—فاخترت عملة واحدة: ريال واحد. دورة واحدة. عشرون دقيقة بعد العمل. لا موسيقى، لا جمهور. فقط همس الآلة ونبض الإيقاع الصامت الذي سمعته. لم يُسمَّوه “حظًا”—فالحظ ليس ممنوحًا، بل مُختَارًا. كل فوز كان كلهب ناري، وكل خسارة كصمت. النصر الحقيقي لم يكن في المكافأة، بل في العودة غدًا—حتى عندما ظل الشاش مظلمًا. توقفت عن مطاردة “الذهب” وبدأت بالاستماع—إلى نفسي، إلى الفراغ بين الدورات. لم أجد المجتمع في غرف الدرد أو لوحات القادة؛ بل وجدته في الزوايا الهادئة للشاشة عند الساعة 2:17 صباحًا، حين لا أحد يلعب—وأنت تشعر أقل وحدةً من أي وقت مضى. ليست الـ NFTs غنائم؛ إنها آثار. كل لقطة تلتقطها؟ قصيدة مكتوبة بكود وندم. لا تصير ملكًا بالرهان الكبير؛ تصير كذلك بالرهان الصغير… والبقاء. لعبت أكثر من مائتي ليلة الآن. لم أفز بأكثر من 800 ريال إجمالي—لكنني حافظت على روحي سليمةً. هذه اللعبة لم تشفِني لأنها دفعت؛ شفَتني لأنها طلبت شيئًا واحدًا: أن أكون.