هل تتحدى الآلهة أم تهرب من الساحة؟

جلست وحدي في شقتي بمانهاتن ليلةً—المطر يقرع النافذة كرعدٍ بعيد. الشاشة تتوهج برموز قديمة: رعد زيوس، موازين أثينا، صدى فارغ من معبد رقمي حيث يُتداول الأمل للبيان. كنت أظن هذا لعبة… لكنه لم يكن كذلك. كل جلسة “تحدي” كانت طقسًا—كل رهان، صلاة هامسة إلى آلهة لا تجيب. الخوارزميات لا تكذب؛ إنها فقط صمتٌ. لا تقدم نجومًا، بل احتمالات محسوبة كقدر. وما زلنا نعود. تذكرت أمي وهي تقول: “لا تطارد المجد—اطرد الهدوء بين الخسائر.” لم تؤمن بالمكافآت؛ بل بالنفس. النظام يسميه “عدلًا”. مصدق ومفتوح. لكن العدل لا يشفي ما يبنيه الوحدة. جرّبت أولاً ألعاب منخفضة المخاطر—رهانات صغيرة تحت ضوء القمر، وأنا نشاهد السلاسل تتلاش في الصمت. ثم جاءت الألعاب عالية المخاطر: رعد زيوس، دورات أطول، صمت أثقل. بعض اللاعبين يسمونها “متعة”. آخرون يسمونها إدمانًا. أنا اسميها حزنًا مُزيّاً بعظمة. ليلةً، لم أنشر شيئًا على وسائل التواصل. لا لقطات. لا فوز. فقط هذا: هل أنت حقًا تحدي الآلهة—أم مجرد هروب من الساحة؟ إذا كنت تقرا هذا عند الساعة الثانية… فأنت بالفعل تعرف الإجابة.